اعلم-وفقك الله- ان إعراب الكلمة الطيبة "لا اله الا الله"يقتضي الرجوع الى بابين فى النحو العربي:
-باب "لا"النافية للجنس.
-باب الاستثناء.
فالأول يتكفل بتوجيه عبارة"لا اله".
والثاني يتكفل بتوجيه عبارة"الا الله".
الكلام على "لا":
قال القاري:
"لا"نافية بلا خلاف فيها...
وهذا يدل على اجماع المعربين للكلمة الطيبة على اعتبار "لا "تتضمن معنى النفي...أي لم يذهب واحد منهم مثلا الى اعتبارها زائدة كما قيل عن زيادة "لا " فى قوله تعالى" {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (1) سورة القيامة.....وكما قيل عن زيادتها فى قوله:{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الحديد.
(لِئَلَّا: تنحل الى ل.أن.لا....وتقدير الكلام :لأن يعلم أهل الكتاب....فتكون "لا "تأكيدية لا نافية.....)
"لا" تسمى فى اصطلاح النحاة "لا التبرئة"......وقصروا هذه التسمية عليها دون غيرها من أحرف النفي.قال العلامة الأزهري فى شرح التصريح:"وحق "لا التبرئة أن تصدق على لا النافية كائنة ما كانت, لأن كل من برأته فقد نفيت عنه شيئا ولكنهم خصوها بالعاملة عمل "إن"فإن التبرئة فيها أمكن منها فى غيرها...."
المقصود من هذا الكلام ان تسمية"التبرئة"اصطلاح نحوي خاص...لم يحتفظ بدلالته اللغوية العامة..وإلا لكانت"لم"و"لن"و"لما"و"إن" كلها للتبرئة...لتضمنها معنى النفي...لكنهم جعلوا التسمية مقصورة على لا عندما تكون لنفي الجنس....لتتميز عن "لا الناهية" و"لا النافية"....فضلا عن باقي النافيات...
نواصل الكلام معكم ان شاء الله بعد حين....لنتعرف على مفهوم"نفي الجنس"فى النحو وفى البلاغة..