وداعية موسى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد :-
إلى من مهدوا لي طريق الحياة .. إلى من أنهلوا عليً بعلمهم .. إلى من سبحت في فضلهم وعطائهم الدائم .. إنهم بلا شك !! معلميً الأفاضل وإخواني الطلاب..
كانت بداية الرحلة حين ركبنا قطار الحبة في الله .. والذي تنقلنا فيهمن بستان إلى آخر .. لنقطف الورد ونرمي شوكه .. ونرشف عطره .. ونستنشق رونقه .. ونستمتع بعطره .
نعم هكذا هي الحياة نتنقل فيها من مرحلة إلى أخرى نتوقف عند الماضي ونرمي أخطائنا إلى الخلف .. لكن الهدف من هذا أن نعتبر من ماضينا وأثناء مسيرنا كان لأناس ممن ركبوا معنا الفضل الكبير .. فقد أعطوني جل اهتمامهم ورعايتهم .. علموني معنى الحياة والمحبة في الله .. فتحوا لي قلوبهم وعقولهم لأسكن في داخلهم وأنهل من علمهم فهؤلاء هم قدوتي في أموري .. وحين يغيب واحد منهم عن المجموعة أشعر بفقده .. فقد صرنا متحابين ينصح بعضنا البعض .. نضحك سويا .. ونحزن لحزن أحدهم وبالطريق فإذا بالقطار يتوقف فنظرت فإذا به مسجد رسول الله .. ففرحت فرحا شديدا فأخذت أدعي لهم من أعماق قلبي .. فهم لا يبخلون علي بشيء .. كانت سعادتي في ذلك الوقت لا توصف فقد ازدادت محبتي لهم فلولا الله ثم هم لما زرت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ركبنا قطارنا مرة أخرى .. سرنا في درب الله سويا تعلمنا طرق الخير .. وكانت الصدمة الكبرى حين توقف القطار وذهب كل منا في طريقه .. ولم أستوعب وقتها ما يحدث حولي .. لم أصدق هذا حقا .. إن الدنيا ليست بدار قرار هاهي ضحكاتنا وابتساماتنا بدأت بالتلاشي .. فشوقي يصبح حنينا .. وحبي يصبح وفاء .. شيء أحسست به من أول الدرب ولا أدري ما هو .. ولكن عرفت ما هو الآن ..؟؟إنه .. إنه .. ألم الوداع.
وهناك شيء واحد سيبقى ألا وهو الحب في الله ..
لن أنساكم من دعائي فلا تنسوني من دعائكم.

الوداع شي لابد منه ولكن الامل يبقى بلقاء الاحبة يوما ما