alraqie عضو
عدد الرسائل : 22 المزاج : إسلامي نقاط : 11 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/02/2009
| موضوع: العلم المقدس السبت أبريل 04, 2009 3:29 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم. {وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة 282. العلم المقدس. قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ المائدة: 89، هذا هو كل الإسلام، وهو فحوى كل الرسالات، فالبلاغة هي أن تضغط ديناً كاملاً في جملة. إذا التقيت برجل لا تعرفه، تسأله: من الأخ الكريم؟ يقول لك: فلان ابن فلان. بربك... هل هذا يكفي للتعرف عليه؟ إنك لا بد أن تسأل: ماذا تعمل؟ وماذا درست؟ وأين تسكن؟ .. الخ ولله المثل الأعلى، فإن معرفة أن الله تعالى قد خلق السماوات والأرض لا تكفي، ذلك أن الكفَّار يعرفون أن الله تعالى قد خلق السماوات والأرض، قال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ العنكبوت:61. البطولة ليست أن تعرف أن الله خلق السماوات والأرض، بل البطولة أن تتصل بالله تعالى وتبني علاقة حبٍّ معه. هل تريد أن تعرف كم أنت تُحب الله تعالى؟ إنه القدر الذي تذرف به دموعاً لله تعالى حباً له، وأنت في تمام الصحة والعافية سالماً في كل شؤون حياتك، وكل ما سوى ذلك من حبٍّ تدعيه هو كذب، تكذب به على نفسك، وربما تتشدق به رياءً أمام الناس. الدعاة الذين يبذلون كل الطاقة في النهي عن المنكر مع أشخاص لم يتعلموا كيف يتصلوا بالله تعالى وكيف يحبوه، هم - كما يُقال في العامية - ينفخون في قربة مقطوعة؛ لأن الطريق الصحيح في الدعوة هو بناء إنسان مُحبٍّ لله تعالى، إنسان تعلّم الدعاء لله والبكاء له، ثم بعد ذلك يُعرف الحلال من الحرام. لذلك أُكرر أن كل علمٍ لا يزيد صاحبه حباً وقرباً لله تعالى هو وبال على صاحبه، زاد الحجة عليه، وأبعده عن الله تعالى. وحبُّ الله تعالى لا يكون إلا بمعرفة الله تعالى، والتعرف على الله تعالى لا يكون إلا بدراسة أسمائه الحسنى وصفاته الفُضلى، وهذا هو منهج القرآن الكريم في تعريف الخلق لله تعالى، قال تعالى: وَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا الأعراف: 180. فتعرّفك على أسماء الله الحسنى جزء من العقيدة، وأن تدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى هو أمر مباشر من الله عز وجل، عليك أن تنفذه، وقديما قال العلماء: تخلقوا بكلمات الله تعالى. ما هي كلمات الله تعالى؟ رأس كلمات الله تعالى هي أسماؤه وصفاته، ومن كلمات الله تعالى القرآن الكريم. الإيمان ليس فقط كلاماً تسمعه ولا أفكاراً تعتقدها ولا طقوساً تؤدها، الإيمان اتصال بالله تعالى. إذا دخل طالب إلى مكتبة فيها آلاف الكتب، وكان عنده امتحان مصيري في اليوم التالي... فماذا عليه أن يعرف من هذه المكتبة؟ الجواب: بكل بديهية عليه أن يعرف المطلوب للامتحان. ونحن في هذه الدنيا في امتحان، ومن ثم راحلون لله تعالى.. فماذا علينا أن نعرف؟ الجواب: علينا أن نعرف الله تعالى.. فلماذا يجب أن نعرف الله تعالى؟ أليس هو غنيٌ عن المعرفة، قال تعالى: وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ إبراهيم: 8. لماذا نعرف الله تعالى؟ نعرفه من أجل أن نعبده، ولن نعبده إلا إذا عرفناه. لماذا نعبده؟ من أجل أن نسعد به، لأنه لا سعد إلا إذا اتصلنا بالله –تعالى - ولا سلامة إلا إذا طبقنا مُراد الله –تعالى - ولا أمن إلا بالتوكل على الله –تعالى - ذلك أنه لا أخبر بخلقه منه، حينما تستجيب لمنهج الله، أنت موجه بخبرة الخبير وعلم العليم وقدرة القدير ورحمة الرحيم وحكمة الحكيم وعز العزيز. لا سعادة إلا بعبادة الله تعالى، وكل بعيد عن الله حزين مهما بلغ. ونعبد الله تعالى من أجل أن يتحقق الهدف من خلقنا. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ الذاريات: 56. فإياك أن تغفل عن هذه الآية أبد الدهر!! وعبادة الله تعالى لا تقتصر على الصلاة والصوم والزكاة، عبادة الله تعالى بمفهومها الكامل هي التي شرحها الله تعالى للملائكة قائلاً: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة 30. العبادة لله تعالى هي خلافته في الأرض، وخلافة الله في الأرض تعني بناء حضارة على منهج الله تعالى، حضارة مبنية على الطهارة والعدل والعلم وحفظ حقوق الكافة، كافة الخلق من بشر وغيرهم من المخلوقات. من عرف الله تعالى تفانى في طاعته، ومن لم يعرف سوى أوامر الله تعالى، تفانى في التفلت من أوامره، وبين التفاني والتفنن فرق شاسع. من جهل الله تعالى، فماذا عرف؟ ... لا شيء. ومن عرف الله تعالى، فماذا جهل؟ ... لا شيء. وكلما أزادت معرفتك بالله تعالى، ازدادت قوة إيمانك وخشيتك منه. قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ فاطر: 28. فمعرفتك بالله تعالى واتصالك به، يعني أن تتعرف إلى أسماء الله تعالى وتدعوه فيها، ولا أبالغ أذا قلت أن أكثر ما يحتاجه المرء في الدين هو الدُعاء، حينما يدعو ربه، يعلم أنه سميع، وأنه بصير، وأنه قدير، وأنه رحيم، وأنه عفوّ وأنه مجيب، وأنه غني.. إلى أخر صفات الله تعالى، فسبحانه هو القائل: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ غافر: 60. هذه الآية تبين بشكل غير قابل للبس أن من لا يدعو الله تعالى، هو في حقيقة الأمر يستكبر عن عبادة الله تعالى، الدعاء هو العبادة، أكاد أجزم أن من يمرُّ عليه يوم كامل لا يدعو الله تعالى متذللا له طالباً حوائجه منه أو حامداً له وراجياً استمرار الخير والحفظ له، كل من يمر عليه يوم من غير دعاء هو جاحد مُقصر في حق الله تعالى. فمن كان الله معه، فمن عليه؟ ومن كان الله عليه، فمن معه؟ ومن البديهيات عند الإنسان أنه إذا أحب حبيب تغنى به، ولكن السعد كله في التغني بكمال الله تعالى والثناء عليه. غاية العلم ونهايته هو التوحيد، وغاية العمل ونهايته هو التقوى. العلماء ثلاث أقسام: القسم الأول: علماء في خلق الله تعالى، وهم علماء الرياضيات والفيزياء والكيمياء .. الخ. والقسم الثاني: علماء بأحكام الشريعة، وهم العلماء الذين يتخصصون بالفقه والتفسير، وتفوقوا بذلك، فهم يُجيبون على كل سؤال في الحكم الشرعي. القسم الثالث: حكماء العلماء، وهم الذين عرفوا جانباً صغيراً جداً عن الله - عز وجل - وعن أسمائه الحسنى وصفاته الفُضلى، فكل من ازداد علماً ولم يزدد هدى وحباً لله تعالى، لم يزده علمه إلا بعداً عن الله تعالى. هذا العلم هو أشرف العلوم ولا يعطيه الله تعالى إلا لأشرف خلقه، علم التوحيد هو العلم المقدس. أقسم بعظيم ذات الله - عز وجل - أنه لم يُعطي أحدٌ على وجه الأرض خيراً ممن أعطي جزء هذا العلم. وعوداً على بدء: البلاغة والعبقرية هي أن تضغط دينا في جملة، ومن كبير نصر الله تعالى هو أن تضغط عقيدة كاملة في دعاء واحد. هذا الدعاء موجود على الرابط: http://groups.yahoo.com/group/alraqie/ وأرجو أن تدعوا لي: اللهم أيد عبدك أبى عمر بالعلم والمال والجند والنصر وأفتح عليه فتوح العارفين. {وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشعراء. أخوكم أبو عمر مهندس/ طاقة وتحكم. | |
|
Stop Im The Best مشرف عام
عدد الرسائل : 153 المزاج : رايق جنسية : سعودي أعلام الدول : نقاط : 264 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 29/12/2008
| موضوع: رد: العلم المقدس الأحد مايو 10, 2009 3:23 am | |
| | |
|