بسم الله الرحمن الرحيم.
{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة 282.
أخطر الأسرار للحرب المُقدسة القادمة.
قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)} سورة البقرة.
قصتنا نحن البشر بدأت عندما خلق الله تعالى أبونا أدم - عليه السلام - وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا إلا إبليس – نصرنا الله عليه – الذي كان من الجن وكان بعبادته قد رفعه الله - تعالى - إلى مرتبة الملائكة، ولقد حرص المولى تعالى أن يُفهمنا من أول قرآنه الكريم وحتى آخره هذه الحقيقة، ويجعلها من أبرز الحقائق في القرآن الكريم.
رفض إبليس – نصرنا الله عليه - السجود رغم تحذير الله - تعالى – له، وأصر وأستكبر بل وطلب من الله - تعالى - بأن يُمد بأجله إلى يوم يبعثون، لكن الله عز وجل لم يُجب طلبه وأجله فقط إلى يومٍ معلوم، يوم يعلمه الله - تعالى - بعيد الأمد، لكنه أتي لا محالة كمثل يومي ويومك ويوم كل مخلوق، وتأملوا بروية القصة كما روها لنا ربّنا عز وجلّ:-
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ( 12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ ( 15) قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ( 16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18) } الأعراف.
ثم غوى إبليس - نصرنا الله تعالى عليه - أبونا أدم - عليه السلام - متسببا بنزوله إلى الأرض، وبهذا تمّ قدر الله تعالى الذي سبق وأن أخبر به - جلاله - الملائكة قبل خلق أدم - عليه السلام - في قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...} سورة البقرة 30.
وبدأت المعركة على الأرض بين أولياء الله – تعالى - بقيادة الرُسل - عليهم السلام - من جهة، ومن جهة أخرى أولياء الشيطان بقيادة إبليس- نصرنا الله عليه - وكان أخر الرسل هو سيدنا وحبيبنا عبد الله ورسوله محمد عليه أفضل الصلوات والسلام والبركات والرحمات.
ومُراد إبليس - نصرنا الله عليه - من هذه المعركة هو نشر الفساد بالأرض وذلك بنشر الشرك بالله - تعالى - وهذا الشرك يبدأ من تشويش العقيدة والعبودية لله - تعالى- وينتهي بالتطاول والتعدي على أسماء الله تعالى وصفاته وكلماته وأهمها القرآن الكريم، وبالمقابل فإن كل حرب الرُسل - صلوات الله عليهم- هي لنشر الصلاح بالأرض وذلك بنشر التوحيد وتعريف الناس بربهم وفضله وزرع حب الله وتقديسه في قلوب الناس وإعلاء كلمة الله - تعالى ، فآمن من آمن وكفر من كفر.
ونحن في عصر ظهور الدجال - ثبتنا الله في مواجهته – وهو أمر محسوم لا خلاف فيه إلا عند أهل الجدل، ولم يعد بيننا وبينه إلا قليل القليل من السنوات، والله اعلم.
ولقد عمل كثيرا الشياطين وعلى رأسهم إبليس والدجال على تطوير علومهم وأهمها السحر.
والسحر طاقة مستمدة من علم الحروف والكلمات والأرقام والطقوس فيها تعدي وإذلال لأسماء الله - تعالى - وصفاته وآيات القرآن الكريم، وهذا العلم مجهول لمعظم البشر، كما كان مجهول قبل فترة من الزمن علم الكهرباء والعلم النووي وعلم الليزر وعلم الأجنة، كل هذه العلوم كانت موجودة ولكن الإنسان لم يتعرف إليها إلا مؤخراً، وتأخر التعرف عليها لا يُعني عدم وجودها، بل هو مؤشر على مدى صغر مداركنا حتى في استيعاب أنواع العلوم.
وتُسلَط طاقة السحر على الجن الكفرة، وهم ما سماهم الله - تعالى - الشياطين، وهذه الطاقة تُسخرهم لخدمت أمر مُعين يُحمّل عليهم، ولا يستطيعوا الفكاك من هذه الطاقة فيتم تسخيرهم مذلولين لها، وكلما زادت معاصيهم زاد تسخيرهم وإذلالهم، فهم في دوامة من الذل والعبودية والتسخير من جهة، والتمتع بالرذائل والكبائر والفسق والفجور من جهة أخرى.
ومع زيادة ذنوب البشر وتجرئهم على حدود الله - تعالى - بما لم يسبق للبشرية وأن تدنست بهذا القدر، وذلك بانتشار الربا والسحر والزنا وسفك الدماء وأكل أموال الناس بالباطل، حتى أصبح الربا عصب الدول وأساس النظام المالي العالمي، وأصبحنا في عصر أسهل ما فيه الزنا وأصعب ما فيه الزواج، وأصبح الذين يحبون العفاف وإعلاء كلمة الله هم الإرهابيون، والمفسدون في الأرض هم الصالحون.
هذه الزيادة في ذنوب البشر من جهة والتطور في علوم الشياطين من جهة أخرى، مكنت الشياطين من لبس أجساد مُعظم البشر، إلا ما رحم الله - تعالى – وهذا ما سنثبته من خلال التجربة السهلة الإعادة وهي بأن قراءة الآيات الحارقات من القرآن الكريم على معظم الناس تُسبب تغيرات في أجسادهم لا تتوقف إلا بتوقف قراءة الآيات الحارقات، وتعود هذه التغيرات بعودة قراءة الآيات الحارقات.
وباستغلال ذنوب البشر وما توصل له الشياطين وعلمائهم من علم مكنهم من التحكم في أجساد مُعظم البشر، بنى إبليس - نصرنا الله عليه - دولة عظمى فيها من العلماء والعلوم والجيوش ما لا يستطيع عقول البشر الوصول له، أو هذا ما يظنه هو على الأقل.
وتحت سلطة دولة إبليس – نصرنا الله عليه- كل دول الكفر ومنها أمريكا وإسرائيل وإيران وغيرهم - نصرنا الله عليهم أجمعين - وكان من عظيم مكر الشياطين أنهم أقنعوا المسلمين أن معركتهم محصورة مع كفرة البشر، وخدعوهم فلم يعد إبليس في الواجهة، والحقيقة أن هؤلاء ليسوا سوى جنود وأولياء إبليس ومعركتنا معهم هي جزء من معركتنا الكبرى مع إبليس - نصرنا الله عليهم أجمعين.
بل وأكثر من ذلك فإن لبس الشياطين لأجساد البشر هو سبب معظم أمراضهم، حيث أنهم مخلوقين من طاقة، ودخولهم الجسد البشري يُسبب خلل بالطاقة والأوامر والمعلومات المتبادلة بين أعضاء الجسد وبين الدماغ، وبالتالي فشل أو سوء عمل أجهزة الجسد ومن ثمَّ المرض.
إن معظم أمراض الناس هي بسبب الشياطين، وما تسببه من خلل في نظام الطاقة للجسم البشري، ومن الأمراض التي تم إحصائها إلى الآن بسبب لبس الشياطين للأجساد البشرية هي:
السرطان وأمراض القلب والضغط والسكري والعمى والصم والبكم والقرحة والنشفان والتكلس بأنواعه وتنميل الأطراف وأوجاع الظهر والمفاصل والشلل والصداع النصفي والسمنة والالتهابات وأمراض نفسيه منها الصرع والوسواس وتشتيت الذهن والنسيان والكآبة والروباص وضيق النفس والنرفزة من الحجاب للسيدات والجنون وانفصام الشخصية والرغبة بالشذوذ الجنسي وكثير من الأمراض العضوية والغير عضوية، وفك السحر مثل ربط الرجل عن زوجته أو منع الحمل أو منع الزواج أو قتل الأجنة الخ.
وفضلا عن تسببهم بمعظم أمراض البشر، فهم الماكينة المُحركة للفساد السياسي والاقتصادي على وجه الأرض، ولقد سبق وقدمت العديد من الشواهد على التنسيق بين إبليس وأئمة الكفر ومنها تصريحات بوش – نصرنا الله عليهم – الذي يقول خاطبت ربي اليوم!! ومنها ما شهد به صاحب كتاب الحكومة الخفية وهو ضابط من البحرية الأمريكية، ومنه الكثير من تصريحات كارتر وريغن وبوش الأب وغيرهم.
وعكس مُراد الشياطين ومُراد إبليس ومراد أوليائه- نصرنا الله عليهم أجمعين - هو التوحيد وعبادة الله - تعالى - والطريق لذلك هو معرفة الله - تعالى - ونصرة أسمائه وصفاته وكلماته وعلى رأسها القرآن الكريم وإعلاء كلمته تمهيداً لتطبيق شريعته وخلافته على الأرض.
ونصرة أسماء الله تعالى وصفاته وأسمائه وكلماته تكون أولا بفهم طبيعة المعركة وعناصرها وإحصاء جنود العدو وتخصيص رد لكل عدو منهم، هذه المجموعات التي تبدأ من إبليس - نصرنا الله عليه - وتمر بباقي الذي يتعدون على أسماء الله وصفاته وكلماته، إلى أوليائهم من أئمة الكفر زعماء أمريكا وإسرائيل وإيران وباقي الكفّار والفجّار والملحدين.
نصرة أسماء الله - تعالى - وصفاته وكلماته ونشر التوحيد تمهيداً لإقامة شريعة الله في الأرض، هي الحرب المقدسة، هي حرب الرسل وعلى رأسهم سيدنا وحبيبنا صلوات الله عليه، هي حرب أولياء الله - تعالى- هي الحرب التي من دخلها نصرةً لله - تعالى - نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن تقاعس وتخاذل، خذله الله - تعالى - في الدنيا والآخرة، ومن كان من أولياء الشيطان خزاه الله - تعالى - وهزمه في الدنيا والآخرة ثم خُلد في جنهم.